توجهنا للصدام العائلي وليس الطبقي.. مؤلفو مسلسل مين قال يتحدثون لأراجيك فن


مسلسل مين قال؟!.. المظلة الجديدة التي تطرح العديد من التساؤلات بما يشغل الكثيرين في المجتمع، واتجه إليها كُتاب “ورشة سرد” بعد نجاح نظيرتها سلسلة مسلسلات “ليه لأ؟!” الأولى والثانية، والتي تخصصت في المشكلات التي تواجه المرأة العربية، ولا سيما الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية منها.
خلال هذا الماراثون الرمضاني استطاعت دراما “مين قال” بتوقيع المخرجة نادين خان، اقتناص اهتمام الجمهور على مدار 15 حلقة متتالية خلال النصف الأول من الشهر الفضيل، وتصدر تريند مشاهدات منصة “شاهد“، على الرغم من سيطرة مشاركة الوجوه الشابة على النجوم في المسلسل وسط منافسة قوية بين نجوم الدراما في الوطن العربي.

مسلسل مين قال؟!.. حدوتة يجسدها الشباب

من هذه النقطة بالتحديد توجهنا بالسؤال للسيناريست المتميزة مريم نعوم، والتي تشرف على ورشة كتابة “سرد”، وتجيب في حديثها الخاص لـ “أراجيك فن”، إنه من الطبيعي الابتعاد عن النجوم الكبار، والاتجاه نحو مشاركة هذه المواهب، ولا سيما أنها “حدوتة للشباب” ولا يمكن أن تحقق شعبية وتصل لأولئك الذين يحملون نفس الأعمار إلا من أصوات فنية مقربة لهم.

دراما عربية تتجه لمناقشة صراع الأجيال حول اختياراتهم ومصائرهم، وتلقي الضوء على كثير من الاضطرابات السلوكية، إذًا؛ من أين كانت نقطة البداية أو انطلاق ورشة “سرد”؟ يبدأ التناول الدرامي بمعضلة “شريف/أحمد داش” لاختيار مصيره التعليمي.

كما يمر على بقية الأزمات النفسية التي تصيب أصدقاءه وتحول دون تحقيق أحلامهم بالعيش الاَمن؛ منها “القلق الاجتماعي”، و”عواقب اضطرابات فقدان الأب”، و”قلة الثقة بالنفس”، و”ديسيليكسيا/اضطراب القراءة” وغيرها، التي يقدمها مجموعة شباب منهم: أميرة أديب، ويوسف جبريل، وهنا داود، وإلهام صفي الدين.

وتقول مريم نعوم إن الفكرة جاءت من طرح عدة تساؤلات حول طموح هذا الشاب، ومن ثم بدأنا في كتابة تفاصيل الشخصية وما يحيط بها من أحداث وشخصيات أخرى؛ في إطار سرد الحدوتة ذاتها بشكل موازٍ للرأيين؛ الصوت الأول الذي يقدم صوت الأب الذي يجسده الفنان جمال سليمان، والثاني الذي يقدمه أحمد داش، بهدف إلقاء الضوء على الصدام العائلي والذي يمكن أن يحدث بين أفراد أي أسرة بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي، فالقصة في النهاية ليست صراعًا طبقيًا.

البعد النفسي في دراما مسلسل مين قال

تشير إلى أنها توقعت متابعة الآباء والأمهات لـ “مين قال؟!” أكثر من الأبناء، لكن تفاعل الجمهور على السوشيال ميديا كشف عن تباين الأعمار ووصول المسلسل وفكرته لجيل الشباب، مشيرة إلى أنها ترى أن هذا الجيل يحتاج لفهمه واحتوائه ومساعدته بالخبرة التي يكتسبها الكبار، بعيدًا عن تعنيفه أو فرض سيطرة الاَراء على اختياراته.

في السياق ذاته، يوضح مجدي أمين صاحب فكرة “مين قال” والذي شارك في كتابة السيناريو بجانب الكاتبين عبد العزيز النجار ومنى الشيمي، أنهم لم يتوجهوا نحو دراسة مرض أو اضطراب نفسي محدد للكتابة عنه بشكل معمق، لأن الهدف من البداية لم يكن طرح أعراض مرض، بل حكي حدوتة تخص طموحات وتحديات مجموعة من الشباب.

يتابع إن الخط النفسي أو السلوكي الذي جاء على هامش الأحداث؛ نتيجة لتفكيرهم في تحليل هذه الأزمات المحددة التي تمر بها الشخصيات الدرامية أبطال “مين قال”، لافتًا إلى أن عمله لفترة كمدرس رياضيات لمراحل دراسية مختلفة قبل التوجه للكتابة الدرامية، ساعده لمعرفة لغة ومفردات ومشاكل هذا الجيل وتوظيفها بـ “مين قال”.

أمًا شكل الاضطرابات النفسية تحديدًا، فقد كُتبت دراميًا بمساعدة الكاتبة منى الشيمي، التي عملت أيضًا كأخصائية نفسية قبل التوجه لكتابة الدراما على الشاشة، والتي تعاونت مع الكاتبة مريم نعوم في موسم رمضان الماضي أيضًا من خلال مسلسل “خلي بالك من زيزي” الذي ناقش مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ”ADHD”.

وتقول “الشيمي” عن كواليس “مين قال” وعلاقته بوجهة نظرها تجاه القضية ذاتها: “فترة المراهقة تؤثر على الشباب نفسيًا، وتدفعهم لمواجهة عدة تحديات صعبة، من أجل تحقيق أحلامهم وما يطمحون إليه في ظل استقرارهم النفسي، والمفاضلة بين المخاطرة أو اختيار التجارب المضمونة”، فيما تلفت مريم نعوم إلى أنه من المحتمل تقديم أجزاء جديدة من هذا المسلسل خلال الفترة المقبلة.

صعوبات الكتابة للشاشة

تلفت “منى” إلى أنه ليس من الصعب الوصول لأفكار الشباب من خلال الدراما وهو ما أثبتته ردود الأفعال بعد العرض، مضيفة أن الوصول للغة ومفردات الشباب الذكور المراهقين أصعب من الإناث بالنسبة لها ضمن كواليس الكتابة، ولا سيما أنهم يمتلكون قاموسًا خاصًا لطريقة كلامهم، على عكس عبد العزيز النجار الذي وجد الصعوبة حول كتابة طريقة تفكير وأسلوب النساء.

هكذا اكتملت حالة الكتابة بين هؤلاء الأربعة، واختلفت الصعوبات والتحديات التي واجهت مؤلفي مسلسل “مين قال”، فقد رأى “أمين” أن الصعوبة الكبرى في عدم الانحياز لطرف دون الاَخر ولا سيما في أسلوب عرض وجهتي نظر “الأب” و”الابن” بشكل متزن وترك الحكم للمشاهد مع استعراض دوافع ومبررات كل منهما ومعتقداته كاملة.

تعاني الدراما الجادة دومًا وسط زخم المسلسلات في المواسم الفنية الشهيرة، لكن على النقيض، تداول النقاد والجمهور اَراءهم حول “مين قال” على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن هذا تعلق “مريم نعوم” بأنه كان من المفترض طرح حلقات المسلسل خارج الموسم الرمضاني إلى أن جاء قرار جهة الإنتاج بعرضه، لكنها لم تقلق إيمانًا منها بأن “العمل الجيد يجذب المشاهدين بغض النظر عن وسيلة أو توقيت طرحه سواء على الفضائيات أو المنصات الرقمية”.

المصدر: 
https://www.arageek.com/art/interview-with-mien-kall-series-writers